تجارة

[تجارة][slideshow]

آية وتفسير ( ٣ رمضان )

بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله , الموضوع الثالث من سلسلة آية وتفسير نتناول فيه بعض من معجزات عيسى بن مريم عليه السلام والتي وردت في سورة آل عمران آية 49.

( لمعرفة السلسلة الرمضانية آية وتفسير يرجى قراءة الموضوع الأول بالضغط على الرابط التالي : آية وتفسير ( 1 رمضان )  )




٣ رمضان ١٤٤١ ] 



{ وَرَسُولًا إِلَىٰ بَنِيٓ إِسۡرَٰٓءِيلَ أَنِّي قَدۡ جِئۡتُكُم بِـَٔايَةٖ مِّن رَّبِّكُمۡ أَنِّيٓ أَخۡلُقُ لَكُم مِّنَ ٱلطِّينِ كَهَيۡـَٔةِ ٱلطَّيۡرِ فَأَنفُخُ فِيهِ فَيَكُونُ طَيۡرَۢا بِإِذۡنِ ٱللَّهِۖ وَأُبۡرِئُ ٱلۡأَكۡمَهَ وَٱلۡأَبۡرَصَ وَأُحۡيِ ٱلۡمَوۡتَىٰ بِإِذۡنِ ٱللَّهِۖ وَأُنَبِّئُكُم بِمَا تَأۡكُلُونَ وَمَا تَدَّخِرُونَ فِي بُيُوتِكُمۡۚ إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَأٓيَةٗ لَّكُمۡ إِن كُنتُم مُّؤۡمِنِينَ }
[آل عمران 49]


التفسير :
 يقول تعالى مخبراً عن تمام بشارة الملائكة لمريم بابنها عيسى عليه السلام: إن الله يعلمه {ٱلْكِتَـٰبَ وَٱلْحِكْمَةَ}، الظاهر أن المراد بالكتاب ههنا الكتابة, {أَنِّى قَدْ جِئْتُكُمْ بِآيَةٍ مِّن رَّبِّكُمْ أَنِىۤ أَخْلُقُ لَكُمْ مِّنَ ٱلطِّينِ كَهَيْئَةِ ٱلطَّيْرِ فَأَنفُخُ فِيهِ فَيَكُونُ طَيْرًا بِإِذْنِ ٱللَّهِ} وكذلك كان يفعل، يصور من الطين شكل طير، ثم ينفخ فيه، فيطير عياناً، بإذن الله عز وجل،{وَأُبْرِىءُ ٱلاَْكْمَهَ} قيل: هو الذي يبصر نهاراً ولا يبصر ليلاً، وقيل بالعكس. وقيل: الأعشى. وقيل: الأعمش. وقيل: هو الذي يولد أعمى، وهو أشبه؛ لأنه أبلغ في المعجزة، وأقوى في التحدي ، {وَأُحْىِ ٱلْمَوْتَىٰ} قال كثير من العلماء: بعث الله كل نبي من الأنبياء بمعجزة تناسب أهل زمانه، فكان الغالب على زمان موسى عليه السلام السحر وتعظيم السحرة، فبعثه الله بمعجزة بهرت الأبصار وحيرت كل سحار، فلما استيقنوا أنها من عند العظيم الجبار، انقادوا للإسلام، وصاروا من عباد الله الأبرار. وأما عيسى عليه السلام، فبعث في زمن الأطباء وأصحاب علم الطبيعة، فجاءهم من الآيات بما لا سبيل لأحد إليه، وكذلك محمد صلى الله عليه وسلم بعث في زمان الفصحاء والبلغاء ونحارير الشعراء، فأتاهم بكتاب من الله عز وجل، لو اجتمعت الإنس والجن على أن يأتوا بمثله، أو بعشر سور من مثله، أو بسورة من مثله، لم يستطيعوا أبداً، {وَلاُِحِلَّ لَكُم بَعْضَ ٱلَّذِي حُرِّمَ عَلَيْكُمْ} فيه دلالة على أن عيسى عليه السلام نسخ بعض شريعة التوراة، وهو الصحيح من القولين، ومن العلماء من قال: لم ينسخ منها شيئاً، وإنما أحل لهم بعض ما كانوا يتنازعون فيه فأخطؤوا، فكشف لهم عن المغطى في ذلك.


وصلى الله وسلم على نبينا محمد .
( مصدر التفسير : تفسير القرآن الكريم لابن كثير (ت774 هـ) )

ليست هناك تعليقات :